الجمعة، 18 ديسمبر 2009

رسالة العام الجديد : خطة هذا العام

رسالة العام الجديد : خطة هذا العام
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .
أما بعد .. أيها الأحبة في الله ..
أسأل الله تعالى أن يهل علينا هلال شهر الله المحرم ونحن جميعًا في أحسن حال ،
وأن يرزقنا الله وإياكم طول العمر وحسن العمل ،
اللهم ارزقنا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى .
أحبتي ..
انظروا في عامكم المنصرم - و نحن الآن في آخر العام - هل أنت راض عن عملك فيه
و جدك في طاعة الله عز و جل و تحصيل معالي الأمور من العلم النافع و العمل الصالح..
هل أنت راضٍ ؟ وهل أنت راضية ؟ !!
فكر في خمس سنوات مضت.. أجري دراسة عليها..
هل الحال التي كنت فيها هي حال مرضية ؟؟
إنها وقفة حساب لازمة :
ما الذي قررت أن تتغير فيه ؟ هل ستستمر على هذا النمط في العام القادم ؟
هل يمكن بهذا النمط من العمل خلال خمس سنوات تصل إلى مطلوبك من العلم والعمل
ورضوان الرب جل جلاله أو أنك تحتاج إلى المزيد و إصلاح الوضع و الحال ؟
أحبتي ..
إننا نحتاج إلى خطة عمل نجتمع جميعًا عليها ليكون عامنا القادم – إن شاء الله – عام النقلة في الحياة ،
عام الخطوة الإيجابية ، عام الطفرة الإيمانية ، ولم لا ؟
لماذا لا يكون عام ( ختم القرآن ) لكثير منَّا ؟
ماذا لو تعاهدت معي الآن على البدء من اول يوم من المحرم إلى نهاية شهر شعبان
فتحفظ كل يوم ربع حزب فتنتهي من ختمة كاملة في هذا الوقت ؟
لماذا لا يكون عام
( معرفة الرحمن )
فتنتهي من مدارسة ( أسماء الله وصفاته ) بواقع اسمين في كل أسبوع ؟
لماذا لا يكون عام ( العباد المكرمون ) فتعود نفسك على طاعات كبار ،
تصوم نصف العام صيام داود ،
تتدرج في القيام حتى تثبت ( إحدى عشرة ركعة ) ، وتختم القرآن كل أسبوع ،
وتحافظ على أورادك من الذكر والنوافل ؟
لماذا لا يكون عام ( العلم الفرض ) فتنتهي من مدارسة كتاب
مثل : منهاج المسلم للشيخ أبي بكر الجزائري ،
أو كتاب ( مختصر الفقه الإسلامي ) للشيخ التويجري ؟
لماذا لا يكون عام ( الدلالة على الخير ) فتستغل قدراتك ومواهبك في نشر الدعوة الإسلامية في الآفاق
عبر الانترنت أو أي مشروع دعوي خيري أو في المسجد ،
تساهم في معهد إعداد دعاة ، في جمعية تحفيظ للقرآن ( لن تعدم خيرا )
لكن قدِّم براهين انتمائك لهذا الدين .
لماذا لا يكون عام ( استباق الخيرات ) فتفتح في كل باب تستطيعه ،
وتصحب الأخيار ، وتسابق الأبرار في طاعة العزيز الجبار ؟؟
ولكي يتحقق لك هذا أوصيك بوصايا العام ، لعل الله تعالى أن يجعله خير أعوامنا :
أولا : القلوب الفارغة من طاعة الله مُوكلةٌ بالشهوات ،
فلا تكن من أهل الفراغ ، فأنت صاحب رسالة ، ودينك دينك ، لحمك دمك ،
وإياك أن تموت والإسلام ليس عزيزا .
ثانيًا : أفضل أمر الدين والدنيا وأشرفه العلم النافع والعمل الصالح ،
فكل الناس في خسر إلا متعلم فعامل فداعٍ إلى الله تعالى ،
فاذكر دائمًا " سورة العصر " فإنها منهاج حياة .
ثالثًا : لا تمل مع الهوى وحلاوة الدنيا فإنهما يصُدَّانكَ عن الشغل بمعادكَ ،
وتكون كالغريق المشتغل عن التدبير لخلاص نفسه بحملِ بضاعةٍ ثقيلة
قد اغتر بحسنها وهي سبب عطبه ، فتذكر أن عنوان دخول الجنة " ونهى النفس عن الهوى "
رابعًا : يبقى الصالح صالحًا حتى يُصاحب فاسدًا،
فإذا صاحبهُ فسد مثل مياه الأنهار تكونُ حُلوةً عذبةً حتى تُخالِطَ ماء البحر،
فإذا خالطته ملُحتْ وامترتْ وفسدتْ ، فالدعاية إلى مخالطة أهل المنكر
لجذبهم عنه خِدْعَة من إبليس وأتباعه لِسُخَفَاءِ العُقول ،
فاعلم أنك على دين خليك فانظر من تخالل .
خامسًا : بادروا فإذا هممتم بالخير فقدموا فعله لئلا يعارضكم سواه فتوقفوا عنه .
قال الشاعر: وإذا هممت بأمر سوءٍ فاتئدْ ... وإذا هممت بأمر خير فاعْجَل .
في أمر الآخرة " وسارعوا " " سابقوا " وفي أمر الدنيا " فامشوا في مناكبها " فتفهم .
سادسًا : الحساب على مثاقيل الذر ، فإذا فرط من الإنسان بادرة إثم بأن ارتكب منكرًا
فعليه أن يُقلع فورًا ويتوب توبةً نصوحًا ولا تحمله السلامةُ منها على العودة إليها ،
فإنها وإن سترت عليه في الدنيا، فإن أمامه يومُ الدين يومُ المجازات على الأعمال،
قال الله جل وعلا وتقدس:
{ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًا يَرَهُ } [ الزلزلة : 7-8 ]
سابعًا : وليكن همكم مصروفًا إلى طاعة ربكم سبحانه وتعالى،
واجتهدوا في دعائه بقلوب سليمة، واعتقادات مستقيمة ،
يستجب لكم، ويبلغكم آمالكم، ويفتح لكم أبواب الرشد في مساعيكم ،
ويعصمكم من أفكار السُوء، ويحفظ أنفسكم من المكاره، وينجيكم من فخاخ الآثام،
ويردَّ عنكم المخاوف، فما من دابة إلا هو آخذٌ بناصيتها.
ثامنًا : راقب نفسك في الخلوات فلا تكن وليًا لله في العلانية وعدوهُ في السر.
تاسعًا : إذا كانت الآخرة بالقلب جاءت الدنيا تزاحمُها وإذا كانت الدنيا بالقلب لم تزاحمها الآخرة؛
لأنها كريمة، فاجعل الآخرة في قلبك.
عاشرًا : من يقول : لا أقدر قلت له ... حاول ، من يقول : لا أعرف ... قلت له : تعلم ،
ومن يقول : مستحيل . قلت له : جرب .
فاسأل الله تعالى أن يجعله عام خير وبركة وسداد ورشاد ،
وأن يجعلنا من أوليائه الذين يحبهم ويحبونه ، ومن أصطفيائه الذين يجاهدون فيه حق الجهاد ،
قرت أعينكم برؤية ربكم في الجنة ، وبمرافقة حبيبكم المصطفى في الفردوس ،
وجمعنا وإياكم على الخير دائمًا .
محبكم في الله
هاني حلمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

The Straight Path