الأحد، 25 أكتوبر 2009

رسالة ذي القعدة الأولى : تأملوا حتى لا تستدرجوا

رسالة ذي القعدة الأولى : تأملوا حتى لا تستدرجوا
بواسطة الشيخ هاني حلمي
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
أيها الأحبة في الله ..
نبدأ إن شاء الله تعالى على مدى شهر ذي القعدة رسائل الشحن الإيماني
قبل موسم العشر الأول من ذي الحجة ،
وقبل مشروع ( أيام في الجنة ) الذي سيكون على الموقع طوال هذه الأيام إن شاء الله تعالى .
(1) وأول ما ألفت نظركم له :
هل منكم من لا يزال يدعو : اللهم تقبل منَّا رمضان ،
أم بعد أن تغير الحال في شوال ضعفت العزائم وقل الرجاء .
قال أهل العلم : علامة الاعتماد على العمل نقصان الرجاء عند حدوث الزلل .
هبوا أن الزلل حلَّ بنا في شوال ، هل يعني ذلك أن نتوقف فلا أرضًا نقطع ولا توبة نجدد .
لا .. لن يخيب ظننا فيك ربنا وإن حلَّ الفتور أو الانتكاس بنا ، رجاؤنا أن تقيل عثرتنا

وتغفر زلاتنا وتعفو عن كثير سيئاتنا ، فأنت بحق رجاؤنا .
أوصي هنا بمشاهدة هذه الحلقة لتدعيم هذا المعنى في وجدان الجميع ،

فنحن في أمس الحاجة لجرعات الأمل بعد حدوث الزلل .


الأمر الثاني :
أننا لكي نستحث عزيمة التحدي من جديد ، علينا أن نعرف عن الله مراده ،
فالله يقول : " فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ "
فالله العزيز يريد منك الذل والافتقار له ، والله الحكيم يريد أن تتعلم وتفهم سننه حتى لا تقع من جديد
ولا تلدغ من نفس الجحر مرة أخرى .
(أ) فنحتاج الآن إلى تضرع يزيل قساوة قلوبنا ويصرف عنَّا تزيين الشيطان :

قال تعالى : " فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ "

(ب) ثم قال تعالى :" فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ
حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ " فنحتاج إلى تذكر الموعظة ،
وإلى إعادة سماع ما يرقق قلوبنا ، ومن هنا سنستعيد ذاكرة الاستعداد لرمضان من خلال
إعادة دورة ( رقق قلبك ) فتابعوها .


الأمر الثالث : نريد أن نحفر هذه الآية في قلوبنا ،
لنتعلم درسًا في الأدب مع الله تعالى ، ونفهم خطورة قضية ( الاستبدال )
حتى إذا ما أعطانا الله تعالى هبة ( الاستعمال ) فخرجنا عن الأدب معه جل وعلا ،
وتطاولنا وشعرنا بالاستغناء ( أن رآه استغنى )
نفهم أن هذا سبب من أسباب رفع النعم ونزول النقم ، فتدبروا هذه الآية جيدا .
" فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ " وضعوها في سياق مثيلاتها :
" هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ

وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ "
لماذا حرمنا خيرات رمضان بعد رمضان ؟
لماذا فقدنا دورنا المطلوب ؟

الإجابة وضحتها الآية ، لأننا لم نفتقر له ، ولم نتأدب ، واستغنى الله ،
فحلَّ مكاننا من هو أحق بها ، فمن يفهم ؟؟
ومن يعلن من الآن بدء الاستعداد لموسم الطاعة الأهم في السنة (في أعظم أيام الدهر ) .
البداية : تدبروا وافهموا عن الله ، ويتبعها خطوات عملية أكثر .
تابعوا : حلقات ( قلوب من نور ) وطبقوا الواجب الأسبوعي لها .
واجب الأسبوع :
تدبر سورة الحديد وكيف هي علاج لقسوة قلوبنا ؟
زيارة قبر للإخوة بهدف تليين القلب .
زيارة مستشفى للأخوات بهدف استنزال الرحمات
والله المستعان يصرف عنَّا القواطع والصادين عن سبيله

مصدر المقال اضغط هنـــــا




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

The Straight Path